التعليم اللاتعليمي

ولا يحسب أيُّكم أن الجهل هو عدم الالتحاق بالمدارس والتعلم فيها، بل إن التعليم العقيم المنتشر في أغلب دولنا العربية – من المرحلة الابتدائية وحتى نهاية سنوات الجامعة – لا يقل خطورة عن الجهل التام، فهو علم لا ينفع، ولا يؤدي إلا لإضاعة سنوات غالية من عمر الإنسان كان يستطيع فيها تغيير العالم لو أراد، لو تم تعليمه تعليمًا صحيحًا، لو تم توفير بيئة تعليم مناسبة

ولكن المناهج المتخلفة غير المحدَّثة وغير المواكبة لسوق العمل العالمي، بالإضافة إلى تسييس المحتوى التعليمي وتوجيهه لخلق وعي خاطئ لصالح فئات معينة، ما هما إلا تدميرًا بيِّنًا لهوية هذا الوطن الضائع، ليزيد من ضياعه وبقائه أطلالًا غير صالحة للحياة الآدمية، فقط شعوبًا مشوهة فكريًا تتناحر مع بعضها البعض في كراهية عمياء للفوز بقطعة خبز عفنة لا تسد جوعًا ولا تقم صُلبًا.

سيعيشون على ذكرى إنجازات الأولين، وسيكون الأجهل هو المتحدث باسمهم، يباركونه ويرون فيه الحكمة، وسيصنعون إنجازات وهمية تشعرهم بالتفوق الزائف، وسيحيون في أجواء مؤامرات مريخية ما أنزل الله بها من سلطان، غير مدركين أن الخطر الأساسي من الداخل، لن يتم التخلص منه إلا بالوعي وغسيل المخ من القاذورات المُعلقة التي يتغوطها التعليم الفاسد داخله على مدار سنوات أعمارهم… ولن يتم هذا كله إلا من خلال تعليم صحيح.

 .ومناهج حديثة بأفضل ما توصل إليه البشر في جميع المجالات

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على الكتاب الإلكتروني المجاني الجديد

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.