كيف تواجه مشتتات التركيز

دائمًا وأبدًا كانت المذاكرة هي الشيء الذي تسعى إليه في حياتك، سواء في بداية العام، منتصفه، أو حتى آخره. في النهاية أنت تُذاكر للعديد من الأسباب، سواء كانت شخصية مثل الحصول على وظيفة الأحلام أو الوصول للمكانة العلمية المرموقة، أو كانت أسبابًا مقترنة بالذين حولك كالأهل والأقارب وطموحاتهم في رؤيتك ناجحًا على الصعيد الدراسي. لكن المذاكرة في حد ذاتها عملية إذا تم ضبط جميع أبعدها بالكامل، تتبقى الكثير والكثير من معوقات المذاكرة التي تحول دون إتمامها بالشكل المطلوب. وتكون مشتتات التركيز أثناء المذاكرة مشكلة كبيرة هنا.

فغالبًا ما تجد صديقًا لك يقول: “هيا يا رجل، نحن مجتمعون في المقهى الآن، تعال لنتسامر”، أو تسمع صوت طنين الرسائل المتتالية على هاتفك المحمول لتسرع بالردّ عليها قبل أن يُغلق أصحابها أجهزتهم، أو تجد يدك متسللة إلى جهاز التحكم الخاص بالتلفاز لترى أمامك فيلمًا تُحبه وتجلس أمامه بالساعات حتى ينتهي، وبين هذا وذاك الكثير. فاليوم نطرح عليكم بعض النصائح البسيطة للتغلب على أكبر خمسة مُعوقات للمذاكرة.

 

1) الضوضاء

إذا كنت طالبًا قاطنًا في سكن جامعي أو مع زملائك في سكن خاص، بالتأكيد سوف تُعاني من الضوضاء والإزعاج غير المُبرر. فبينما أنت تذاكر بسلام، تسمع صوت قهقهة عالية من صديقك مع صديقه الآخر عبر الهاتف، وهذا كله يحدث بجانبك على بُعد متر واحد فقط، أو تجد مَن حولك يسمعون الأغاني والموسيقى الصاخبة دون وضع سماعات الرأس، فبالتالي تُجبر على الاستماع معهم إلى هذه الفظاعة.

الحل الأمثل هو أن تخلق لنفسك المجال الهادئ والصامت والبعيد عن الضوضاء الذي تتمناه. وذلك يُمكن أن يتأتى عبر ذهابك إلى المكتبة، أو جلوسك في منزلك وأنت موصد لكل الأبواب والنوافذ تمامًا، أو حتى عبر ارتداء سماعات الرأس دون أن تسمع بها شيئًا، فقط لعزل الصوت من حولك.

 

2) المُسليّات

إذا كنت تذاكر في نفس الغرفة التي يوجد فيها التلفاز، البلاي ستيشن، أو حتى بعض المجلات والكتب والروايات التي تُحبها، فأنت حقًا هنا في مأزق شديد. فبمُجرد أن تُنهي صفحة واحدة في الكتاب الذي أمامك، تجد عينك تدور بمساحة الغرفة لتستقر على المكتبة وتُجبر يدك على أخذ أحد الكتب منها والشروع في القراءة، غير مُبالٍ بالمادة التي يُمكن أن ترسب فيها غدًا ببساطة.

الحل هنا هو أن تُلغي وجود تلك المُسليّات من حياتك تمامًا وقت المذاكرة. وهذا يكون عبر ذهابك من تلك الغرفة إلى غرفة أخرى لا توجد بها تلك الأجهزة، وأيضًا لا يوجد بها بشر مُزعجون وثرثارون، وهنا أنصحك بالذهاب إلى غرفة المعيشة بعد نوم الأهل، أو الجلوس بجانب أحد النوافذ في جوف الليل لتذاكر بهدوء وصفاء ذهن.

 

3) العلاقات والأصدقاء

تخيّل أنك الآن تدرس في هدوء وتمسك القلم لتُحدد النقاط الهامة في الدرس الذي أنت بصدد فهمه وحفظه، لتجد فجأة الهاتف يرنّ ليدعوك صديقك للتسكع الآن وترك هذه المذاكرة جانبًا.. هيا لننل بعض المرح يا رجل! مرحى، فقد ضاع كل شيء يا رجل!

وأيضًا لا تعتقد أن الجلوس مع الأصدقاء في جلسة مذاكرة رصينة وقوية سيجعلك فعلاً تُذاكر وتنال قسطًا كبيرًا من التحصيل المعلوماتي، فهذا في أقصى خيالاتك جموحًا يا فتى، فبالتأكيد يوجد هذا الصديق الذي لا يتورع عن إلقاء النكات والنميمة على جميع من رأيتهم ولم ترهم في حياتك، وبعدما كان هدف الجلوس هو المذاكرة، أصبح الهدف هو الضحك والثرثرة وإضاعة الوقت دون فائدة. فالحل هو أن تحرص على المذاكرة وحيدًا، أو مع صديق واحد فقط يحرص على مصلحة نفسه قبل مصلحتك.

 

4) تصفّح الإنترنت

حسنًا، دعني أقولها لك صريحة وواضحة وجليّة: لا تُذاكر على المكتب الذي عليه جهاز الحاسب الآلي على الإطلاق!

أنا دائمًا ما أقع في هذه الورطة، ومازلت أقع فيها حتى وقت كتابة هذه الكلمات الآن، لكن أحاول بالتدريج التعامل معها. فببساطة عندما تذاكر وجهاز الكمبيوتر مفتوح أمامك لرؤية مادة علمية ما تساعدك على المذاكرة، ستجد أنه من الجيّد سماع مقطوعة موسيقية جيّدة على اليوتيوب، وبعدما تفتح اليوتيوب ترى أنك دخلت في ثقب أسود لا عودة منه، قناة خلف الأخرى، فيديو خلف الآخر، وساعات خلف ساعات تضيع في الفراغ.

الحل النهائي هو أن تنزل كابل الكهرباء الرئيسي الخاص بالجهاز، وإن كان الجهاز مفيدًا لك أثناء المذاكرة.. انقل جميع أشيائك في ملف Word واضبطه على وضع الـFocus حيث يكون الوورد فقط هو الذي أمامك ولا شيء آخر.

 

5) الهاتف، وما أدراك ما الهاتف!

“تن، تن”، “تن، تن”، “تن، تن”…..

والعديد من الـ”تن تن” المزعجة تلك تتوالى خلف بعضها لتُنبهك أن هناك أشخاصًا يُريدون محادثتك الآن. ويا ويلك إن لم تحادثهم، سوف ينعتونك بالمتكبر والمتعالي وبالذي لا يُريد الحديث معهم لأنهم ببساطة أدنى منه في المقام.. فتفتح هاتفك لتدخل في دوامة طويلة جدًا من الحروف والوجوه المبتسمة والضحكات والدموع وآلاف الأشياء العجيبة الأخرى.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على الكتاب الإلكتروني المجاني الجديد

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.